تمثل المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة البلجيكية نموذجًا استثنائيًا للدول التي تجمع بين الاستقرار والرؤية العالمية لتعزيز الأمن والسلام والتنمية المستدامة. منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، قامت هذه الروابط على أساس متين من الاحترام المتبادل والتعاون البنّاء. تجمع الأردن وبلجيكا روابط ثقافية وسياسية واقتصادية قوية تعكس التزامهما المشترك بدعم القيم الإنسانية وتعزيز الحوار بين الشعوب. في هذا السياق، تمثل بلجيكا روح أوروبا بانفتاحها وتنوع ثقافاتها والتزامها بالتكامل الأوروبي، بينما يجسد الأردن روح المنطقة العربية من خلال جهوده المستمرة لتحقيق النهضة الإقليمية والانفتاح على الدول العربية كافة، بالإضافة إلى دوره المحوري في بناء جسور الحوار بين الشرق والغرب.
على الصعيد الثقافي، يشكل البلدان نقاط التقاء بين الحضارات؛ فالأردن، بإرثه الثقافي الغني، يمثل قلب التاريخ العربي، في حين تُعد بلجيكا مركزًا للثقافات الأوروبية ومنارة للحوار الإنساني. وتتجلى هذه التطلعات المشتركة في تنظيم الفعاليات الثقافية والمعارض الفنية التي تعزز فهم الشعوب لتراث البلدين وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون في المجالات الإبداعية.
أما من حيث التعاون، فقد عمل الأردن وبلجيكا على تطوير شراكات متنوعة تشمل دعم القضايا الإنسانية، والمشاركة في جهود السلام والاستقرار الدولية، والتعاون في مجالات التنمية المستدامة، والتكنولوجيا، والطاقة المتجددة، والسياحة. ويبرز هذا التعاون كجزء من التزام البلدين بلعب دور فعال في تحقيق الأمن والازدهار على المستوى العالمي. وفي هذا الإطار، تأتي جمعية الصداقة الأردنية البلجيكية للأعمال كمبادرة رئيسية تهدف إلى تعزيز هذا التعاون من خلال توفير منصات لربط رواد الأعمال وتشجيع الشراكات التجارية والاستثمارية. تطمح الجمعية إلى أن تكون جسرًا فعالًا يُسهم في تحقيق التكامل بين الاقتصادين الأردني والبلجيكي، وفتح آفاق جديدة للتعاون تخدم تطلعات الشعبين، وتعزز الرؤية الشاملة للعلاقات الثنائية.